سورة الفلق - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفلق)


        


قوله جل ذكره: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}.
أي امتنع واعتصم بربِّ الفَلَقَ. والفلقُ الصُّبْحُ.
ويقال: هو الخَلْقُ كلُّهم وقيل الفَلَقُ وادٍ في جهنم.
{مِن شَرِّ مَا خَلَقَ}.
أي من الشرور كلِّها.
{وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}.
قيل: الليلُ إذا دخَلَ. وفي خبرٍ، أنه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عائشة ونَظَرَ إلى القمر فقال: «يا عائشة، تَعَوَّذِي بالله من شرِّ هذا فإنه الغاسقُ إذا وقب».
{وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ}.
وهن السواحر اللواتي ينفخن في عُقَد الخيط (عند الرُّقية) ويوهمنَّ إدخال الضرْرِ بذلك.
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.
والحَسَدُ شرُّ الأخلاق.
وفي السورة تعليمُ استدفاع الشرور من الله. ومَنْ صَحَّ توكُّلُه على الله فهو الذي صحَّ تحقُّقُه بالله، فإذا توكَّلَ لم يُوَفِّقْه اللَّهُ للتوكُّلِ إلاَّ والمعلومُ من حاله أنه يكفيه ما توكَّلَ به عليه؛ وإنَّ العبدَ به حاجةٌ إلى دَفْعِ البلاء عنه- فإن أخَذَ في التحرُّز من تدبيره وحَوْله وقُوَّته، وفَهْمِه وبصيرته في كلِّ وقتٍ استراح من تعب تردُّدِ القلبِ في التدبير، وعن قريبٍ يُرَقَّى إلى حالة الرضا.. كُفِيَ مُرَادَه أم لا. وعند ذلك الملك الأعظم، فهو بظاهره لا يفتر عن الاستعاذه، وبقلبه لا يخلو من التسليم والرضا.